كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 282 """"""
وعن وهب بن منبه أنه قال : قرأت في كتاب من الكتب الأول ، ذكر فيه أمر الكعبة ، فوجدت فيه أن ليس من الملائكة بعثه الله تعالى إلى الأرض إلى أمره بزيارة البيت . فينقض من عند العرش محرماً ملبياً ، حتى يستلم الحجر . ثم يطوف في البيت سبعا ويركع في جوفه ركعتين ، ثم يصعد .
وقال الأزرقي ، يرفعه إلأى ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : لما أهبط الله آدم إلى الأرض ، أهبطه إلى موضع البيت الحرام . وهو مثل الفلك من رعدته . ثم أنزل عليه الحجر الأسود يعني الركن ، وهو يتلألأ من شدة بياضه . فأخذه آدم ( صلى الله عليه وسلم ) فضمه إليه أنساً به . ثم أنزلت عليه العصى فقيل له : تخط يا آدم ، فتخطى ، فإذا هو بأرض الهند والسند . فمكث هناك ما شاء الله ، ثم استوحش إلى الركن فقيل له : احجج ، قال فحج فلقيته الملائكة فقالوا : بر حجك يا آدم ، لقد حججنا هذا البيت قبلك بألف عام .
قال : وسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كعب الأحبار فقال : أخبرني عن البيت الحرام . فقال كعب : أنزله الله من السماء ياقوتة مجوفة مع آدم ، فقال له : يا آدم إن هذا بيتي أنزلته معك ، يطاف حوله كما يطاف حول عرشي ، ويصلى حوله كما يصلى حول عرشي . ونزلت معه الملائكة فرفعوا قواعده من حجارة ثم وضعوا البيت عليه . فكان آدم يطوف حوله كما يطاف حول العرش ، ويصلي عنده كما يصلى عند العرش . فلما أغرق الله تعالى قوم نوح ، رفعه إلى السماء وبقيت قواعده . وقال وهب بن منبه : كان البيت الذي بوأه الله تعالى لآدم عليه السلام يومئذ من ياقوت الجنة . وكان من ياقوتة حمراء تلتهب ، لها بابان : أحدهما شرقي والآخر غربي . وكان فيه قتاديل من نور آنيتها ذهب من تبر الجنة . وهو منظوم بنجوم من ياقوت أبيض . والركن يومئذ نجم من نجومه وهو يومئذ ياقوتة بيضاء . والله أعلم
ذكر فضل البيت الحرام والحرم
قال أبو الوليد ، برفعه عن وهب بن منبه أنه قال : إن آدم لما أهبط إلى الأرض استوحش فيهاما رأى من سعتها ولم ير فيه أحداً غيره ، فقال : يا رب ، أما لأرضك

الصفحة 282