كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 285 """"""
الأرض ذرة وقعت من جميع ترابها وجبالها وحصاها ورمالها وأشجارها ، بل الذرة أنقص للأرض من هذا الأمر لو لم أخلقه . ليس مما عندي ويعد هذا مثل للعزيز الحكيم .
ذكر ما جاء في طواف سفينة نوح عليه السلام بالبيت
قال أبو الوليد الأزرقي ، ورفعه إلى ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : كان مع نوح عليه السلام في السفينة ثمانون رجلاً معهم أهلوهم ، وإنهم كانوا في السفينة مائة وخمسين يوما ، وإن الله جل ثناءه وجه السفينة إلى مكة فدارت بالبيت أربعين يوماً ، ثم وجهها إلى الجودي فاستقرت عليه .
وقال عن مجاهد : كان موضع الكعبة قد خفي ودرس الزمن الغرق فيما بين نوح وإبراهيم عليهما السلام . فكان موضعه أكمة حمراء مدورة ، لا تعلوها السيول . غير أن الناس يعلمون أن موضع البيت فيما هنالك ولا يثبت موضعه . وكان يأتيه المظلوم والمبعود من أقطار الأرض ، ويدعو عنده المكروب . فقل من دعا هنالك ، إلا أستجيب له . وكان الناس يحجون إلى مكة ، إلى موضع البيت ، حتى بوأ الله تعالى مكانه لإبراهيم عليه السلام . فلم يزل منذ أهبط الله تعالى آدم إلى الأرض معظما محرما تتناسخه الأمم والملل أمة بعد أمة ، وملة بعد ملة . قال : وكانت الملائكة تحجه قبل آدم عليه السلام .
ذكر ما جاء من تخير إبراهيم عليه السلام موضع البيت
قال عثمان بن ساج : بلغنا " والله أعلم " أن إبراهيم خليل الله عليه السلام عرج به إلى السماء فنظر إلى الأرض ، مشارقها ومغاربها ، فاختار موضع الكعبة . فقالت له الملائكة : يا خليل الرحمن اخترت حرم الله في الأرض ، قال : فبناه من حجارة سبعة أجبل " ويقولون خمسة " . وكانت الملائكة تأتي بالحجارة إلى إبراهيم عليه السلام من تلك الجبال .

الصفحة 285