كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 288 """"""
ثمود ، فتشاغل بهم حتى هلك ، ولم يحجه . ثم بوأه الله تعالى لإبراهيم عليه السلام فحجه وأعلم مناسكه ودعا إلى زيارته . ثم لم يبعث الله نبياً بعد إبراهيم ، إلا حجه .
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : لقد سلك فج الروحاء سبعون نبياً ، حجاجاً : عليهم لباس الصوف ، مخطمي إبلهم بحبال الليف . ولقد صلى في مسجد الخيف سبعون نبياً .
وعن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " لقد مر بفج الروحاء : " أو لقد مر بهذا الفج " سبعون نبياً على نوق حمر خطمها الليف ، لبوسهم الغباء وتلبيتهم شتى . فمنهم يونس بن متى . فكان يونس يقول : " لبيك فراج الكرب ، لبيك " ؛ وكان موسى يقول : " لبيك ، أنا عبدك لديك ، لبيك " قال : وتلبية عيسى : " لبيك ، أنا عبدك ابن أمتك بنت عبديك ، لبيك " .
وعن عطاء بن إبراهيم رأى رجلاً يطوف بالبيت فأنكره ، فسأله : ممن أنت ؟ فقال : من أصحاب ذي القرنين ، قال : وأين هو ؟ قال : هو بالأبطح . فتلقاه إبراهيم عليه السلام فاعتنقه ، فقال لذي القرنين : ألا تركب ؟ قال : ما كنت لأركب ، وهذا يمشي ، فحج ماشياً .
ذكر ما جاء من مسألة إبراهيم عليه السلام الأمن والرزق لأهل مكة والكتب التي وجد فيها تعظيم الحرم
قال أبو الوليد الأزرقي : يرفعه إلى محمد بن كعب القرظي أنه قال : دع إبراهيم عليه السلام للمؤمنين ، وترك الكفار لم يدع لهم بشيء ، فقال الله

الصفحة 288