كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 29 """"""
وقال أبو عبادة البحتري :
أناة أيها الفلك المدار . . . انهب ما تصرف أم خيار ؟
ستبلى مثل ما نبلى ، وتفنى . . . كما نفنى ، ويؤخذ منك ثار .
الباب الثالث من القسم الأول من الفن الأول
- في ذكر الملائكة
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أطت السماء ، وحق لها أن تئط . ما فيها موضع أربع أصابع ، إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد .
والملائكة أولو أجنحة : مثنى ، وثلاث ، ورباع ، وأكثر من ذلك . فإنه قد ورد أن جبريل عليه السلام له ستمائة جناح . وهي الصورة التي رآه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فيها مرتين : أحدهما في الأرض ، وقد سد ما بين الخافقين . ووصفه الله تعالى بالقوة ، فقال تعالى : " ذي قوة عند ذي العرش مكين " . ومن قوته ، أنه اقتلع مدائن قوم لوط ، وكانت خمس مدائن ، من الماء الأسود ، وحملها على جناحه ، ورفعها إلى السماء ، حتى أن أهل السماء يسمعون نباح كلابهم ، وأصوات دجاجهم ؛ ثم قلبها .
والمرة الثانية رآه ( صلى الله عليه وسلم ) عند سدرة المنتهى . قال الله تعالى : " لقد رأه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى " .
وكان هبوط جبريل عليه السلام على الأنبياء صلوات الله عليهم ورجوعه في أوحى من رجع الطرف .

الصفحة 29