كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 291 """"""
قال : وكان الناس يبنون بيوتهم مدورة تعظيم للكعبة . فأول من بنى بيتاً مربعاً حميد بن زهير ، فقالت قريش : ربع حميد بن زهير بيتاً ، إما حياتاً إما موتاً .
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، قال : إنما سميت بكة لأنه يجتمع فيها الرجال والنساء جميعاً . وقالوا : بكة موضع البيت ، ومكة القرية .
وقال ابن أبي أنيسة : بكة موضع البيت ، ومكة هو الحرم كله .
وكان ابن جريح يقول : إنما سميت بكة لتباك الناس بأقدامهم قدام الكعبة .
ويقال : إنما سميت بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة .
وعن الزهري : أنه بلغه إنما سمي البيت العتيق من أن الله تعالى أعتقه من الجبابرة .
وعن مجاهد والسدي : إنما سمي البيت العتيق الكعبة ، أعتقها الله من اجبابرة ؛ فلا يتجبرون فيه إذا طافوا . وكان البيت يدعى قادسا ويدعى بادرا ويدعى القرية القديمة ويدعى البيت العتيق .
وعن مجاهد قال : من أسمائها مكة وبكة وأم رحم وأم القرى وصلاح وكوثى والباسة .
وعن ابن أبي نجيح قال : بلغني أن أسماء مكة مكة ؛ وبكة ؛ وأم رحم ؛ وأم القرى ؛ والباسة ؛ والبيت العتيق ؛ والحاطمة : " تحطم من يستخف بها " ؛ والناسة " تنسهم ، أي تخرجهم إخراجا إذا غشموا وظلموا " . د
ذكر ما جاء في فضل الركن الأسود
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ليس في الأرض من الجنة إلا الركن الأسود والمقام ، فإنهما جوهرتان من جواهر الجنة ؛ ولولا ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله عز وجل .

الصفحة 291