كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 292 """"""
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال في الركن الأسود : لولا ما مسه من أنجاس الجاهلية وأرجاسهم ، ما مسه ذو عاهة إلا برأ ، وقال : نزل الركن ، وإنه لأشد بياضا من الفضة .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال لعائشة رضي الله عنها ، وهي تطوف معه بالكعبة حين استلم الركن : لولا ما طبع على هذا الحجر ، ياعائشة ، من أرجاس الجاهلية وأنجاسها ، إذن لا ستشفي به من كل عاهة ، وإذن لألفي كهيئته يوم أنزله الله ، وليعيدنه الله إلى ما خلقه أول مرة ، وإنه لياقوتة بيضاء من يواقيت الجنة ، ولكن الله غيره بمعصية العاصين ، وستر زينته عن الظلمة والأثمة لأنهم لا ينبغي لهم أن ينظروا إلى شيء كان بدؤه من الجنة .
وعنه عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : إن الله يبعث الركن الأسود ، وله عينان يبصر بهما ، ولسان ينطق به : يشهد لمن استلمه بحق .
وعنه رضي الله عنه : الركن يمين الله في الأرض : يصافح بها عباده كما يصافح أحدكم أخاه .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خرجنا مع عمر بن الحطاب رضي الله عنه إلى مكة . فلما دخلنا الطواف ، قام عند الحجر وقال : والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقبلك ما قبلتك . ثم قبله ومضى في الطواف فقال له علي رضي الله عنه : بل يا أمير المؤمنين هو يضر وينفع ، قال : وبم قلت ذلك ؟ قال : بكتاب الله ، قال : وأين ذلك من كتاب الله ؟ قال : قال الله عز وجل : " وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا " . فلما خلق الله تعالى آدم مسح ظهره وأخرج ذريته من صلبه فقررهم أنه الرب وهم العبيد ، ثم كتب ميثاقهم في رق ، وكان هذا الحجر له عينان ولسان ، فقال له : افتح فاك ، فألقمه ذلك الرق وجعله في هذا الموضع ، وقال : تشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم ، يا أبا الحسن .