كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 295 """"""
غلظ ؟ قال : ما أريد أن أشرب حتى أخرج منها غيره ، والذي نفس وهب بيده ، إنها لفي كتاب الله زمزم لا تنزف ولا تذم ، وإنها لفي كتاب الله برة شراب الأبرار ، وإنها لفي كتاب الله مضنونة ، وإنها لفي كتاب الله طعام من طعم وشفاء من سقم ، والذي نفس وهب بيده لا يعمد أحد إليها فيشرب منها حتى يتضلع إلا نزعت منه داء أو أحدثت له شفاء .
وعن كعب أنه قال لزمزم : إنا نجدها مضنونة ضن بها لكم ، وإن أول من سقي ماءها إسماعيل عليه السلام ، طعام من طعم ، وشفاء من سقم .
وعن مجاهد قال : ماء زمزم لما شرب له ، إن شربته تريد به شفاءً شفاك الله ، وإن شربته للظمأ أرواك الله ، وإن شربته لجوع أشبعك الله ، وهي هزمة جبريل عليه السلام بعقبه .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق . وعن الضحاك بن مزاحم أنه قال : بلغني أن التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق ، وأن ماءها يذهب بالصداع ، وأن التطلع فيها يجلو البصر ، وأنه سيأتي عليها زمان تكون أعذب من النيل والفرات . قال : قال لنا الخزاعي : وقد رأينا ذلك في سنة إحدى أو اثنتين وثمانين ومائتين ، وذلك أنه أصاب مكة أمطار كثيرة وسال واديها في سنة تسع وسبعين ، وسنة ثمانين ومائتين ، فكثر ماء زمزم وارتفع حتى قارب رأسها ، فلم يكن بينه وبين شفتها العليا إلا سبع أذرع أو نحوها . وعذبت حتى كان ماؤها أعذب مياه مكة التي يشربها أهلها . وإنا رأيناها أعذب من مياه العيون .
وعن الضحاك بن مزاحم أيضا أن الله عز وجل يرفع المياه العذاب قبل يوم القيامة غير زمزم ، وتغور المياه العذبة غير زمزم .

الصفحة 295