كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 297 """"""
وجل : " لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه " .
وروي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه سئل : أي مسجد هو ؟ فقال : مسجدي هذا ، وهو قول ابن المسيب وزيد بن ثابت وابن عمر رضي الله تعالى عنهم ، وبه أخذ مالك رحمه الله . وقال ابن عباس : هو مسجد قباء .
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه ، إلا المسجد الحرام .
قال القاضي عياض رحمه الله : إختلف الناس في معنى هذا الاستثناء على اختلافهم في المفاضلة بين مكة والمدينة . فذهب مالك أن الصلاة في مسجد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أفضل من الصلاة في سائر المساجد بألف صلاة إلا المسجد الحرام ، فإن الصلاة في مسجد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أفضل من الصلاة فيه بدون الألف . واحتج مالك وأشهب وابن نافع وجماعة أصحابه بما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلاة في المسجد الحرام خير من مائة صلاة فيما سواه فتأتي فضيلة مسجد الرسول عليه بتسعمائة وعلى غيره بألف . وهذا مبنى على تفضيل المدينة على مكة ، وهو قول عمر بن الخطاب ومالك وأكثر المدنيين .
وذهب أهل مكة والكوفة إلى تفضيل مكة . وهو قول عطاء وابن وهب وابن حبيب ، من أصحاب مالك . وحكاه الباجي عن الشافعي .
قال القاضي أبو الوليد الباجي : الذي يقتضيه الحديث محالفة حكم مكة لسائر المساجد ، ولا يعلم منه حكمها مع المدينة .
قال القاضي عياض : ولا خلاف أن موضع قبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أفضل بقاع الأرض .
قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة .
قالوا : هذا يحتمل معنيين ،

الصفحة 297