كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 299 """"""
ومدنا . ودعا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لأهل المدينة فقال : اللهم بارك لهم في ميكالهم ، وبارك لهم في صاعهم ومدهم ، ، .
وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : من زار قبري ، وجبت له شفاعتي .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : من زارني في المدينة محتسبا ، كان في جواري وكنت له شفيعا يوم القيامة .
وكان مالك رحمه الله لا يركب في المدينة دابة ، ويقول : أستحي من الله أن أطأ تربة فيها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بحافر دابة .
وروي أنه وهب للشافعي كراعا كثيرا ، فقال له الشافعي : أمسك منها دابة . فأجابه بمثل هذا الجواب .
وحكى القاضي عياض في كتاب الشفاء قال : حدث أن أبا الفضل الجوهري لما ورد المدينة زائرا وقرب منها ، ترجل ومشى باكيا منشدا :
ولما رأينا رسم من لم يدع لنا . . . فؤاداً لعرفان الرسوم ولا لبا ،
نزلنا عن الأكوار نمشي ، كرامة . . . لمن بان عنه أن يلم به ركبا .
قال : وحكي بعض المريدين أنه لما أشرف على مدينة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، أنشأ يقول متمثلا :
رفع الحجاب لنا فلاح لناظر . . . قمر تقطع دونه الأوهام .
وإذا المطي بنا بلغن محمداً . . . فظهورهن على الرجال حرام .
قربننا من خير من وطئ الثرى ، . . . فلها علينا حرمة وذمام .
وأفتى مالك رحمه الله فيمن قال تربة المدينة ردية بضرب ثلاثين درة ، وأمر بحبسه ؛ وكان له قدر . وقال : ما أحوجه إلى ضرب عنقه ، تربة دفن فيها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، يزعم أنها غير طيبة .