كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 300 """"""
وفي الحديث الصحيح أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال في المدينة : من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا .
ذكر شيء من خصائص المدينة المشرفة وأسمائها على صحابها أفضل الصلاة والسلام
من خصائصها ، أن العطر والبخور يوجد لهما فيها من الضوع والرائحة الطيبة أضعاف ما يوجد في سائر البلاد ؛ ولها في قصبتها فغمة طيبة ورائحة عطرة ، وإن لم يكن فيها شيء من الطيب البته . ولهذا سميت طيبة و طابة قال الشاعر :
ماذا على من شم تربة أحمد . . . أن لا يشم مدى الزمان غواليا ؟
وهذا البيت ينسب لفاطمة الزهراء رضي الله عنها .
ومن أسمائها طيبةوطابة ويثرب والمدينة والدار .
قال القاضي غياض رحمه الله : وجدير بمواطن عمرت بالوحي والتنزيل ، وتردد بها جبريل وميكائيل ، عرجت منها الملائكة والروح ، وضجت عرصاتها بالتقديس والتسبيح ؛ وأشملت تربتها على جسد سيد البشر ، وانتشر عنها من دين الله وسنة رسوله ما انتشر ؛ مدارس آيات ، ومساجد جماعات وصلوات ، ومشاهد الفضل والخيرات ، ومعاهد البراهين والمعجزات ، ومناسك الدين ، ومشاعر المسلمين ؛ ومواقف سيد المرسلين ، ومتبوأ خاتم النبيين ؛ حيث انفجرت النبوة ، وأين فاض عابها ، ومواطن مهبط الرسالة ، وأول أرض مس جلد المصطفى ترابها : أن تعظم عرصاتها ، وتتسم نفحاتها ، وتقبل ربوعها وجدراتها .
وقال : يا دار خير المرسلين ومن به . . . هدى الأنام وخص بالآيات .

الصفحة 300