كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 301 """"""
عندي لأجلك لوعة وصبابة . . . وتشوق متوقد الجمرات .
وعلى عهد إن ملأت محاجري . . . من تلكم الجدارات والعرصات ،
لأغفرن مصون شيبي بينها . . . من كثرة التقبيل والرشفات .
لولا العوادي والأعادي ، زرتها . . . أبداً ولو سحباً على الوجنات . لكن سأهدي من حفيل تحيتي . . . لقطين تلك الدار والحجرات .
أذكى من المسك المفتق نفحة . . . تغشاه بالأصال والبكرات .
وتخصه بزواكي الصلوات . . . ونوامي التسليم والبركات .
وأما البيت المقدس ، والمسجد الأقصى
فالبيت المقدس أحد القبلتين ، والمسجد الأقصى ثالث الحرمين . إليه تشد الرجال ، ويكثر النزول والارتحال ؛ وفي الأرض المقدسة تحشر الخلائق يوم العرض ، ويبسط الله تعالى الصخرة الشريفة حتى تكون كعرض السماء والأرض ؛ وتجتمع الناس هناك لفصل الحساب ، ويضرب بينهم بسور له باب ، باطنة فيه الرحمة وظاهرة من قبله العذاب .
ولنبدأ بذكر الأرض المقدسة
قال الله عز وجل إخبارا عن موسى عليه السلام : " يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم " . قال الزجاج : والمقدسة المطهرة .
وقيل للسطل القدس لأنه يتطهر منه . وسمي بيت المقدس لأنه يتطهر فيه من الذنوب . وقيل : سماها مقدسة لأنها طهرت من الشرك وجعلت مسكنا للأنبياء والمؤمنين .