كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 302 """"""
وقد اختلف في الأرض المقدسة ما هي ؟ فذهب ابن عباس رضي الله عنهما إلى أنها أريحا .
وقال السدي : أريحا هي أرض بيت المقدس . وقال مجاهد : هي الطور وما حوله . وقال الضحاك : هي إيلياء وبيت المقدس . وقال الكلبي : دمشق وفلسطين وبعض الأردن . وقال قتادة : هي الشام كلها .
وقال عبد الله بن عمر : والحرم محرم مقداره من السماوات والأرض ، وبيت المقدس مقدس مقداره من السماوات والأرض .
وقال ابن قتيبة . وقرأت في مناجاة موسى عليه السلام أنه قال : اللهم إنك اخترت من الأنعام الضائنة ، ومن الطير الحمامة ، ومن البيوت مكة وإيلياء ، ومن إيلياء بيت المقدس .
وقال الله تعالى : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " .
والمسجد الأقصى بيت المقدس سمي أقصى لأنه أبعد المساجد التي تزار . وقيل : لبعد المسافة بين المسجدين . وقوله عز وجل " الذي باركنا حوله " قيل : بالماء والأنهار والأشجار والثمار . وقال مجاهد : سماه مباركا لأنه مقر الأنبياء ، وفيه مهبط الملائكة والوحي ، وهو الصخرة ، ومنه يحشر الناس يوم القيامة .
وقال تعالى : " والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين " .
قال الثعلبي في تفسيره : قال كعب الأحبار وقتادة وابن زيد وعبد الرحمن بن غنم : " التين مسجد دمشق ، والزيتون بيت المقدس " . وقال الضحاك : هما مسجدان

الصفحة 302