كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 306 """"""
فلما صرفت القبلة إلى الكعبة قال مشركو مكة : قد تردد على محمد أمره ، واشتاق إلى مولده ومولد آبائه ، وقد توجه نحو قبلتهم وهو راجع إلى دينكم عاجلا ، وتكلم اليهود والمنفقون في تحويلها . فأنزل الله تعالى : " سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " .
وروي عن كعب أنه قال : إن الله عز وجل ينظر إلى بيت المقدس كل يوم مرتين .
وأما فضل زيارته ، وفضل الصلاة فيه
فقد روي عن مكحول أنه قال : من زار بيت المقدس شوقا إليه ، دخل الجنة وزاره جميع الأنبياء في الجنة وغبطوه بمنزلته من الله تعالى ؛ وأيما رفقة خرجوا يريدون بيت المقدس ، شيعهم آلاف من الملائكة : يستغفرون لهم ويصلونن عليهم ، ولهم مثل أعمالهم إذا انتهو إلى بيت المقدس ، ولهم بكل يرم يقيمون فيه صلاة سبعين ملكا ؛ ومن دخل بيت المقدس طاهرا من الكبائر ، تلقاه الله بمائة رحمة إلا ولو قسمت على جميع الخلائق لوسعتهم ؛ ومن صلى في بيت المقدس ركعتين يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وكان له بكل شعرة على جسده حسنة ؛ ومن صلى في بيت المقدس أربع ركعات ، مر على الصراط كالبرق وأعطى أمانا من الفزع الأكبر يوم القيامة ؛ ومن صلى في بيت المقدس ست ركعات ، أعطى مائة دعوة مستجابة ، أدهانا براءة من النار ، وجبت له الجنة ؛ ومن صلى في بيت المقدس ثمان ركعات ، كان رفيق إبراهيم خليل الرحمن ؛ ومن صلى في بيت المقدس عشر ركعات ، كان رفيق داود وسليمان في الجنة ؛ ومن استغفر للمؤمنين