كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 308 """"""
المقدس : يا نافع ، اخرج بنا من هذا البيت ، فإن السيئات تضاعف فيه كما تضاعف الحسنات .
وقال جرير بن عثمان وصفوان بن عمرو : الحسنة في بيت المقدس بألف والسيئة بألف .
وأما فضل السكني فيه والإقامة والوفاة به
فقد روي عن ذي الأصابع أنه قال لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أرأيت يا رسول الله إن ابتلينا بالبقاء بعدك ، فأين تأمرنا ؟ قال : عليك ببيت المقدس لعل الله يرزقك ذرية تغدو إليه وتروح .
وعن أبي أمامة الباهلي ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لغدوهم قاهرين ، لايضرهم من خالفهم ، حتى يأتيهم أمر الله عز وجل وهم كذلك . قالوا : يا رسول الله ، وأين هم ؟ قال : ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس .
وعن عطاء ، قال : لا تقوم الساعة حتى يسوق الله عز وجل خيار عباده إلى بيت المقدس وإلى الأرض المقدسة ، فيسكنهم إياها .
وعن كعب ، قال : قال الله عز وجل لبيت المقدس أنت حنتي وقدسي وصفوتي من بلادي ، ومن سكنك فبرحمة مني ، ومن خرج منك فبسخط مني عليه .
وعن وهب بن منبه ، قال : أهل بيت المقدس جيران الله ، وحق على الله عز وجل أن لايعذب جيرانه ؛ ومن دفن في بيت المقدس نجا من فتنة القبر وضيقه .
وعن كعب قال : اليوم في بيت المقدس كألف يوم ، والشهر في كألف شهر ، والسنة كألف سنة ، ومن مات فيه فكأنما مات في السماء ومن مات حوله فكأنما مات فيه .

الصفحة 308