كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 31 """"""
ذهب المفسرون إلى أنها هي الكواكب السبعة : زحل ، المشتري ، والمريخ ، والشمس ، والزهرة ، وعطارد ، والقمر .
وقالوا : إن هذه الكواكب هي المنيعة بقوله تعالى : " فالمدبرات أمرا " . وسميت كنسا لأنها تجري في البروج ثم تكنس أي تستتر كما تكنس الظباء ؛ وخنسا لاستقامتها ورجوعها . وقيل الخنس والكنس منها خمسة ، دون الشمس والقمر . وسميت خنساً لأن الخنوس في كلام العرب الانقباض . وفي الحديث الشريف الشيطان يوسوس للعبد ، فإذا ذكر الله تعالى خنس أي انقبض ورجع . فيكون في الكوكب بمعنى الرجوع . وكنسا من قول العرب كنس الظبي إذا دخل الكناس ، وهو مقره ؛ ويكون في الكوكب اختفاءه تحت ضوء الشمس .
وأسماء هذه الكواكب عند العرب مشتقة من صفاتها .
فقالوا في زحل : زحل فلان إذا أبطأ ، وبذلك سمي هذا الكوكب لبطئه في السماء . وقيل الزحل والزحيل الحقد وهو في طبعه . وهذا الكوكب عند المفسرين هو المعنى بقول الله عز وجل " والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب " .
وقالوا في المشتري : إنه إنما سمي بذلك لحسنه ، كأنه اشترى الحسن لنفسه . وقيل لأنه نجم الشراء والبيع ، ودليل الأموال ، والأرباح .
وقالوا في المريخ : إنه مأخوذ من المرخ " وهو شجر تحتك بعض أغصانه ببعض فتورى ناراً " فسمي بذلك لاحمراره . وقال آخرون المريخ سهم لا ريش له إذا رمي به لا يستمر في ممرّه وكذلك المريخ ، فيه التواء كثير في سيره وحكمه ، فشبه بذلك .

الصفحة 31