كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 311 """"""
وعن أبي إدريس الخولاني : قال : يحول الله صخرة بيت المقدس مرجانة بيضاء كعرض السماء والأرض ، ثم ينصب عليها عرشه ، ثم يقضي بين عباده : يصيرون منها إلى الحنة وإلى النار .
وعن أبي العالية في قوله تعالى " إلى الأرض التي باركنا فيها " قال : من بركتها أن كل ماء عذب يخرج من أصل صخرة بيت المقدس .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال : الأنهار كلها والسحاب والبحار والرياح من تحت صخرة بيت المقدس .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : صخرة بيت المقدس من صخور الجنة .
قال الزجاج : يقال إنها في وسط الأرض .
وعن كعب قال : من أتى بيت المقدس فصلى عن يمين الصخرة وشمالها ، ودعا عند موضع السلسلة ، وتصدق بما قل أو كثر ، استجيب دعاؤه ، وكشف الله حزنه ، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ؛ وإن سأل الله الزيادة أعطاه إياها .
وأما ما ورد في أن الله عز وجل عرج من بيت المقدس إلى السماء
فقد روى الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي الخطيب رحمه الله بسنده إلى سوادة بن عطاء الحضرمي ، قال : نجد في الكتاب مكتوبا أن الله عز وجل لما أن خلق الأرض وشاء أن يعرج إلى السماء وهي دخان ، استشرف لذلك الجبال أيها يكون ذلك عليه ؟ وخشعت صخرة بيت المقدس تواضعا لله عز وجل ، فشكر الله لها ذلك وجعل المعراج عنها . وكان عليها ما شاء الله أن يكون . قال : فمد الجبار يديه حتى كانتا حيث يشاء أن تكونا ، ثم قال : " هذه جنتي غرباً ، وهذه ناري شرقا ، وهذا موضع ميزاني طرف الجبل ، وأنا الله ديان يوم الدين " وكان معراجه إلى السماء عن الصخرة .

الصفحة 311