كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 312 """"""
وروي أيضا بسنده إلى هانئ بن عبد الرحمن ، ورديح بن عطية عن إبراهيم ابن أبي عبلة أحسبه كذا قال : وسئل عبادة بن الصامت ورافع بن خديج وكانا عقبيين بدريين ، فقيل لهما : أرأيتما ما يقول الناس في هذه الصخرة أحقاً هو فنأخذ به ، أم هو شيء أصله من أهل الكتاب فندعه ؟ فقال كلاهما : سبحان الله ومن يشك في أمرها ، إن الله عز وجل لما استوى إلى السماء ، قال لصخرة بيت المقدس : " هذا مقامي وموضع عرشي يوم القيامة ، ومحشر عبادي ، وهذا موضع ناري عن يسارها وفيه وأنصب ميزاني أمامها ، وأنا الله ديان يوم الدين " ثم استوى إلى عليين . وروي أيضا بسنده عن كعب ، قال : إن في التوراة أنه يقول لصخرة بيت المقدس " أنت عرشي الأدنى ومنك ارتفعت إلى السماء ، ومن تحتك بسطت الأرض وكل ما يسيل من ذروة الجبال من تحتك ؛ من مات فيك فكأنما مات في السماء ، ومن مات حولك فكأنما مات فيك ، لا تنقضي الأيام والليالي حتى أرسل عليك نارا من السماء فتأكل آثارا أكف بني آدم وأقدامهم منك ، وأرسل عليك ماء من تحت العرش فأغسلك حتى أتركك كالمرآة ، وأضرب عليك سورا من غمام غلظه اثنا عشر ميلا ، وسياجا من نار ؛ وأجعل عليك قبة جبلتها بيدي ، وأنزل فيك روحي وملائكتي يسبحون لي فيك ؛ لا يدخلك أحد من ولد لآدم إلى يوم القيامة ؛ فمن بر ضوء تلك القبة من بعيد ، يقول : طوبى لوجه يخر فيك لله ساجدا ، وأضرب عليك حائطا من نار وسياجا من الغمام ، وخمسة حيطان من ياقوت ودرر وزبر جد ؛ أنت البيدر ، وإليك المحشر ، ومنك المنشر " وروى أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي رحمه الله في ذلك حديثين ، ثم تكلم عليهما وضعف رواتهما .

الصفحة 312