كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 315 """"""
وقال الأصمعي : أربعة ملأت الدنيا ولا تكون إلا باليمن ، وهي الورس ، والكندر ، والخضض ، والعقيق .
وأما الشام وما يختص به
فمن ذلك أن الشام موطن الأنبياء عليهم السلام ، ومعدن الزهاد والعباد .
وحكي أن الأبدال السبعين بأرض الشام ، بجبل لكام وجبل لبنان .
ومن خصائص الشام :
مسجد دمشق
الذي ما عمر على وجه الأرض مثله وكانت عمارته في سنة ست وثمانين ، عمره الوليد بن عبد الملك . ووقع الحريق فيه سنة إحدى وستين وأربعمائة ، فدثرت محاسنه وزال ما كان فيه من الأعمال النفيسة .
وعن قتادة ، قال : أقسم الله تعالى بمساجد أربعة ، والتين وهو مسجد دمشق ، والزيتون وهو بيت المقدس ، وطور سينين وهو حيث كلم الله موسى ، وهذا البلد الأمين وهو مكة .
وقال محمد بن شعيب : سمعت غير واحد من قدمائنا يذكرون أن التين مسجد دمشق ، وأنهم قد أدركوا فيه شجرا من تين قبل أن يبنيه الوليد .