كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 316 """"""
وعن هشام بن عبد الملك قال : لما أمر الوليد ببناء مسجد دمشق ، وجدوا في الحائط القبلي من المسجد لوحا فيه نقش فأتوا به إلى الوليد ، فبعث إلى الروم والعبرانيين وغيرهم ، فلم يستخرجوه . فدل على وهب بن منبه فبعث إليه ، فلما قدم أخبره بموضع اللوح فإذا الحائط الذي وجد فيه بناء هود عليه السلام .
وعن زيد بن واقد قال : وكني الوليد على العمال في بناء جامع دمشق ، فوجدنا فيه مغارة فعرفنا الوليد ذلك . فلما كان الليل وافي ، وبين يديه الشمع ، فنزل فإذا هي كنيسة لطيفة : ثلاثة أرع في ثلاثة أذرع ، وإذا فيها صندوق ، ففتح فإذا فيه سفط ، وفي السفط رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام ، مكتوب عليه هذا رأ س يحيى بن زكريا فأمر الوليد ، فرد إلى مكانه ، وقال : اجعلوا العمود الذي فوقه مغيرا من الأعمدة ، فجعلوا عليه عمودا مسفط الرأس . وكانت البشرة والشعر على رأسه لم يتغير .
وقال أبو زرعة : مسجد دمشق خطه أبو عبيد بن الجراح ، وكذلك مسجد حمص . وقيل : لما قدم المهدي يريد بيت المقدس ، دخل مسجد دمشق ومعه أبو عبد الله الأشعري كاتبه ، فقال : يا أبا عبد الله سبقنا بنو أمية بثلاث ، قال : وما هن يا أمير المؤمنين ؟ قال : بهذا البيت " يعني المسجد " لا أعلم على وجه الأرض مثله ، وبنبل الموالي فإن ليس لنا مثلهم ، وبعمر بن عبد العزيز ، لا يكون فينا مثله أبدت ثم أتى بيت المقدس فدخل الصخرة ، فقال : يا أبا عبد الله وهذه رابعة .
وحكى عمرو بن مهاجر الأنصاري قال : حسبوا ما أنفق على الكرمة التي في قبلة مسجد دمشق ، فإذا هو سبعون ألف دينار .
وقال أبو قصي : أنفق في عمارة مسجد دمشق أربعمائة صندوق ، وكل صندوق أربعة عشر ألف دينار .