كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 317 """"""
وقال بعض الشعراء المحدثين في وصفه :
دمشق قد شاع ذكر جامعها . . . وما حوته ربى مرابعها .
بديعة المدن في الكمال لما . . . يدركه الطرف من بدائعها .
طيبة أرضها مباركة . . . باليمن والسعد أخذ طالعها .
جامعها جامع المحاسن قد . . . فاقت به المدن في جوامعها .
تذكر في فضله ورفعته . . . أخبار صدق راقت لسامعها .
قد كان قبل الحريق مدهشة . . . فغيرته نار بلاقعها .
فأذهبت بالحريق بهجته . . . فليس يرجى إياب راجعها .
إذا تفكرت في الفصوص وما . . . فيها ، تيقنت حذق واضعها .
أشجارها لا تزال مثمرة . . . لا ترهب الريح في مدافعها .
كأنها من زمرد غرست . . . في أرض تبر يغشى بفاقعها .
فيها ثمار تخالها ينعت . . . وليس يخشى فساد يانعها .
تقطف باللحظ لا بجارحة . . . الأيدي ولا تجتني لبائعها .
وتحتها من رخامه قطع . . . لا قطع الله كف قاطعها .
أحكم ترخيمها المرخم . . . بان عليها إحكام صانعها .
وإن تفكرت في قناطره . . . وسقفه ، بان حذق رافعها .
وإن تبينت حسن قبته . . . تحير اللب في أضالعها .
تخترق الريح في مخارمها . . . عصفا فتقوى على زعازعها .
وأرضه بالرخام قد فرشت . . . ينفسح الطرف في مواضعها .

الصفحة 317