كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 32 """"""
وقالوا في الشمس : إنها لما أن كانت واسطة بين ثلاثة كواكب علوية وثلاثة سفلية ، سميت بذلك لأن الواسطة التي في المخنقة تسمى شمسة .
وقالوا في الزهرة : أنها مشتقة من الزاهر ، وهو الأبيض النير من كل شيء .
وقالوا في عطارد : إنه النافذ في الأمور ، ولهذا سمي بالكاتب . وهكذا هذا الكوكب كثير التصرف مع ما يلابسه ويقارنه .
وقالوا في القمر : إنه مأخوذ من القمرة ، وهي البياض ؛ والأقمر الأبيض .
والفرس تسمى هذه الكواكب بلغتها كيوان ، ويعنون به زحل ؛ وتير ، ويعنون به المشتري " وبعضهم يسميه البرجيس " ؛ وبهرام ويعنون به المريخ ؛ ومهر ويعنون به الشمس ؛ و أناهيد ويعنون به الزهرة " وبعضهم يسميها بيدخت " ، وهرمس " ويعنون به عطارد " ، وماه " ويعنون به القمر " .
وقد جمع بعض الشعراء أسماء هذه الكواكب في بيت واحد من بيتين يمدح بهما بعض الرؤساء فقال :
لازلت تبقى وترقى للعلا أبداً . . . ما دام للسبعة الأفلاك أحكام
مهر ، وماه ، وكيوان ، وتيرمعاً . . . وهرمس ، وأناهيد ، وبهرام
وقال أبو إسحاق الصابي :
نل المنى في يومك الأجود ، . . . مستنجحاً بالطالع الأسعد
وارق كمرقى زحل صاعداً . . . إلى المعالي أشرف المقصد
وفض كفيض المشتري بالندى . . . إذا اعتلى في أفقه الأبعد
وزد على المريخ سطواً بمن . . . عاداك من ذي نخوة أصيد