كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 322 """"""
فكان آدم أول من دعا لها بالخصب والرحمة والرأفة والبركة .
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : دعا نوح عليه السلام لبن ابنه بيصر ابن حام وهو أبو مصر ، فقال : اللهم إنه قد أجاب دعوتي ، فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض الطيبة المباركة التي هي أم البلاد .
قال عبد الله بن عمرو : لما قسم نوح عليه السلام الأرض بين ولده ، جعل لحام مصر وسواحلها والمغرب وشاطئ النيل . فلما دخل بيصر بن حام وبلغ العريش ، قال : " اللهم إن كانت هذه الأرض التي وعدتنا على لسان نبيك نوح عليه السلام وجعلتها لنا منزلا فاصرف عنا وباها ، وطيب لنا ثراها ، واجمع ماها ، وأنبت كلاها ، وبارك لنا فيها ، وتمم لنا وعدك ، إنك على كل شيء قدير ، وإنك لا تخلف الميعاد " وجعلها بيصر لابنه مصر وسماها به . والقبط ولد مصر بن بيصر بن حام بن نوح .
وسنذكر إن شاء الله أخبار مصر وبنيه عند ذكرنا لملوك مصر ، وهو في الفن الخامس من التاريخ .
وعن كعب الأحبار : لولا رغبتي في بيت المقدس لما سكنت إلا مصر ، فقيل له : ولم ؟ فقال : لأنها معافاة من الفتن ومن أرادها بسوء كبه الله على وجهه ، وهو بلد مبارك لأهله فيه .
وقال أبو بصرة الغفاري : سلطان مصر سلطان الأرض كلها .
قال : وفي التوراة مكتوب : مصر خزائن الأرض كلها ، فمن أرادها بسوء قصمه الله تعالى .
وقال عمرو بن العاص : ولاية مصر جامعة ، تعدل الخلافة .
وقال أبو حازم عبد الحميد بن عبد العزيز ، قاضي العراق : سألت أحمد بن المدبر عن مصر فقال : كشفتها فوجدت غامرها أضعاف عامرها . ولو عمرها السلطان ، لوفت له بخراج الدنيا .

الصفحة 322