كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 327 """"""
وبمصر من العلوم التي عمرت بها الدنيا علم الطب اليوناني ، وعلم النجوم ، وعلم المساحة ، وعلم الهندسة ، وعلم الكيمياء ، وغير ذلك وبها الطلسمات العشرة .
وبادي الإسكندري صاحب الزيج .
والذين نشروا الطب وشرحوه جالينوس ، صاحب الطب ، تعلمه بمصر ، ومن كتبها أخذ .
ومنهم ديسقريد : صاحب الحشائش ، وديوجانس ، واركاغانس ، وارباسيوس ، وفريقونوس ، وروفس ، هؤلاء أصحاب الطب اليوناني .
فهؤلاء حكماء الأرض وعلماؤهم الذين ورثوا الحكمة ، من مصر خرجوا ، وبها ولدوا ؛ ومنها انتشرت علومهم في الأرض . قال الحسن بن إبراهيم : وكانت مصر يسير إليها في الزمن الأول طلبة العلم وأصحاب العلم الدقيق لتكون أذهانهم على الزيادة وقوة الذكاء ودقة الفطنة . والله تعالى أعلم .
ومن فضائل مصر
أنها تمير الحرمين الشريفين ، ولولا مصر لما أمكن أهل الحرمين وأعمالهما المقام بهما ، ولما توصل إليهما من يرد من أقطار الأرض .
ومنها أنها فرضة الدنيا ، ويحمل من خيرها إلى سواحلها ، وذلك أن من ساحلها بالقلزم ينقل إلى الحرمين ، وإلى جدة ، وإلى عمان ، وإلى الهند ، وإلى الصين ، وصنعاء ، وعدن ، والشحر ، والسند ، وجزائر البحر .
ومن جهة تنيس ، ودمياط ، والفرما فرضة بلد الروم ، وأقاصي الأفرنجه ، وقبرس ، وسائر سواحل الشام ، والثغور إلى حدود العراق .
ومن جهة الإسكندرية فرضة أقريطش ، وصقلية ، بلد الروم ، والمغرب كله إلى طنجة ، ومغرب الشمس .

الصفحة 327