كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 328 """"""
ومن جهة الصعيد فرضة بلد النوبة ، والبجة ، والحبشة ، والحجاز ، واليمن .
وفيها من ثغور الرباط : البرلس ، ورشيد ، والإسكندرية ، ورباط ذات الحمام ، ورباط الحيرة ، ورباط إخنا ، ورباط دمياط ، وشطا ، وتنيس ، والأشتوم ، والفرما ، والوارد ، والعريش ، والشجرتين ، ورباط الحرس ، وجهة الحبشة ، والبجة ، ورباط أسوان على النوبة . ورباط الواحات على البر والسودان . ورباط قوص .
وبها من المساجد والمشاهد والآثار الصالحة ، وما لم يكن في غيرها . ولو استقصينا ذلك لطال به الشرح وانبسط القول .
وقال سعيد بن عقبة : كنت بحضرة المأمون حتى قال ، وهو في قبة الهواء : لعن الله فرعون حين يقول " أليس لي ملك مصر " فلو رأى العراق . فقلت : يا أمير المؤمنين لا تقل هذا فإن الله عز وجل قال " ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون " . فما ظنك يا أمير المؤمنين بشيء دمره الله ، هذا بقيته ؟ .
قال : ثم قلت لقد بلغني أن أرضاً لم تكن أعظم من مصر ، وجميع أهل الأرض يحتاجون إليها . وكانت الأنهار بقناطر وجسور وتقدير حتى أن الماء يجري تحت منازلهم وأفنيتهم : يحسبونه متى شاءوا ويرسلونه متى شاءوا . وكانت البساتين بحافتي النيل من أوله إلى آخره ، ما بين أسوان إلى رشيد إلى الشام متصلة لا تنقطع . ولقد كانت الأمة تضع المكتل على رأسها فيمتلئ مما يسقط من الشجر . وكانت المرأة تخرج حاسرة لا تحتاج إلى خمار لكثرة الشجر .
ومن فضائلها النيل ، وقد تقدم ذكره في باب الأنهار .
ومن عجائبها الهرمان وسيأتي ذكرها في باب المباني القديمة إن شاء الله تعالى .
ومن عجائبها أن أهلها مستغنون عن كل بلد ، حتى لو ضرب بينها وبين بلاد الدنيا بسور ، استغنى أهلها بما فيها عن سائر بلاد الدنيا .

الصفحة 328