كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 330 """"""
طوبة ، وخروف أمشير ، ولبن برمهات ، وورد برمودة ، ونبق بشنس ، وتين بؤنة ، وعسل أبيب ، وعنب مسرى .
ومنها أن صيفها خريف ، وشتاءها ربيع ؛ وما يقطعه الحر والبرد في سائر البلاد من الفواكه يوجد فيها في الحر والبرد : لأنها في الإقليم الثالث والرابع ، فسلمت من حر الأول والثاني ، وبرد السادس والسابع .
ويقال : ولو لم يكن من فضل مصر إلا أنه تَغني في الصيف عن الخيش والثلج وبطون الأرض ، وفي الشتاء عن الوقود والفراء .
ومما وصفت به
أن صعيدها حجازي . حجره كحجر الحجاز ينبت النخل والدوم " وهو شجر المقل " ، والعشر ، والقرظ ، والإهليلج ، والفلفل ، والخيار شنبر . وأسفل أرضها شامي : يمطر كمطر الشام ، وتقع فيه الثلوج ، وينبت التين والزيتون والعنب والجوز واللوز والفستق وسائر الفواكه ، والبقول والرياحين وهي ما بين أربع صفات : فضة بيضاء ، أو مسكة سوداء ، أو زبرجدة خضراء ، أو ذهبة صفراء . وذلك أن النيل يعم أرضها فتصير كالفضة البيضاء ، ثم ينصب عنها فتصير مسكة سوداء ، ثم تزرع فتصير برجدة خضراء ، ثم تستحصد فتصير ذهبة صفراء .
وحكى ابن زولاق في فضائل مصر إن أميرها موسى بن عيسى " الهاشمي " وقف بالميدان عند بركة الحبش فالتفت يمينا وشمالا ، وقال لمن كان معه : أترون ما أرى ؟ قالوا : وما يرى الأمير ؟ قال : أرى عجبا ما في الدنيا مثله ؟