كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 332 """"""
وطيبها وذكائها . وأهلها عرب في الأنساب والعزة والأنفة ، وفصاحة الألسن ، وطيب النفوس وإباء الضيم ، وقلة احتمال الذل والإهانة ، والنزاهة عن الخضوع ؛ هنديون في فرط عنايتهم بالعلوم وحبهم لها ؛ بغداديون في ظرفهم ونظافتهم ، ورقة أخلاقهم ونباهتهم ، ولطافة أذهانهم وحدة أفكارهم ؛ نبطيون في استنباط المياه ، معاناتهم للغراسة وتركيب الشجر والفلاحة ؛ صينيون في إتقان الصنائع العلمية ، وإحكام المهن الصورية ؛ تركيون في معاناة الحروب ومعالجة آلاتها ، والنظر في مهماتها .
قال إبراهيم بن خفاجة ، يصفها :
إن للجنة بالأندلس . . . مجتلى عين وريا نفس
فسنا صبحتها من شنبٍ . . . ودجى ليلتها من لعس .
وقد أظهرت الأندلس جماعة من الفضلاء والأعيان والأكابر ؛ ذكرهم ابن بسام في كتابة المترجم بالذخيرة ، في محاسن أهل الجزيرة وذكرهم الفتح بن خاقان في كتابة المطمح وقلائد العقيان وغيرهما .
وسنذكر إن شاء الله تعالى حال الأندلس وابتداء عمارتها وملوكها عند ذكرنا فتحها ، وهو في الباب الخامس من القسم الأول من الفن الخامس في التاريخ من أخبار الدولة الأموية في التاريخ من أخبار الدولة الأموية في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان في سنة اثنان وتسعون من الهجرة .
وأما البصرة وما اختصت به
فمن خصائصها أن للغربان بها ضربا من العجب . وذلك أنها تقع إليها بالخريف حتى تكون الأرض بها سوداء ، وتقع على كل نخلة أصرم ثمرها ، ولا تقع على ما لم تصرم ، ولو بقي عليها عذق واحد .

الصفحة 332