كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 334 """"""
وقال ابن زريق الكوفي ، الكاتب :
سافرت أبغى لبغدادٍ وساكنها . . . مثلا ، فحاولت شيئا دونه اليأس
هيهات بغداد الدنيا بأجمعها . . . عند وسكان بغدادٍ هم الناس .
وقال آخر :
سقى الله بغداد من جنة . . . غدت للورى نُزهة الأُنفس .
على أنها منية الموسرين . . . ولكنها حسرة المفلس .
وأما الأهواز وما اختصت به
فقال أبو العثمان عمرو بن بحر الجاحظ : إن قصبة الأهواز مخصوصة بالحمى الدائمة اللازمة ، حتى أنها ليست إلى الغريب بأسرع منها إلى القريب .
وقال إبراهيم بن العباس عن مشيخة من أهلها عن القوابل بها : أنهن ربما قبلن الطفل المولود بها فيجدنه محموما ؛ ولا تكاد توجد بها وجنة حمراء لصبي ولا صبية ، ولا دم ظاهر .
ومن عجائب خصائصها : أن جميع أصناف الطيب تستحيل رائحته فيها جدا ، حتى لا تكاد توجد له رائحة . وذلك من كثرة الرطوبات ، وغلظ الهواء ، والأبخرة الفاسدة . " وهذا موجود بأنطاكية والقسطنطينية " ويقال : أن الخيل لا تنزو بها ولا تصهل ، وإنها تعتلف الحشيش دون التبن ؛ لما يلحقها من الربو ، لنداوة البلد وعفونته .
وأما فارس وما اختصت به
فمن خصائصها : ماء الورد الذي لا يوجد مثله في سائر البلاد طيباً والجوري . الموصوف من أحد بلادها يُجلب إلى أقاصي البلاد ، ويضرب به المثل .