كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 335 """"""
ولشيراز من بلاد فارس فغمة طيبة ليست فيما عادها من بلاد فارس .
وأما أصفهان وما اختصت به
فهي موصوفة بصحة الهواء ، وجودة التربة ، وعذوبة الماء .
وحكي أن الحجاج ولى بعض خواصه أصفهان ، فقال له : قد وليتك بلدة حجرها الكحل ، وذبابها النحل ، وحشيشها الزعفران .
ومن خصائص الرَّي : برودها موصوفة كبرود اليمن ، وتسمى العدنيات تشبيهاً لها ببر ) ود عدن . وفيها الثياب المنيرة .
قالوا : واللص الحاذق ينسب إلى الرَّي .
وأما جرجان وما اختصت به
فهي سهلية جبلية ، برية بحرية . وأهلها يعدون زيادة على مائة نوع من أنواع الرياحين ، والبقول ، والحشائش الصحراوية ، والثمار والحبوب السهلية التي هي مبذولة بها للفقراء والغرباء .
ومن خصائصها : العناب الذي لا يكون في سائر البلاد مثله ، ويقال : هي بغداد الصغرى ، إلا أنها وبية ، مختلفة الهواء في اليوم الواحد ، قتالة للغرباء ، كثيرة النداء .
ويقال : جرجان مقبرة أهل خراسان .
وفي بعض الكتب القديمة أن بخراسان بلدة يقال لها جرجان ، يساق إلى قصار الأعمار من الناس .
وكان أبو تراب النيسابوري يقول : لما قُسمت البلادُ بين الملائكة ، وقعت جرجان في قسم أبي يحيى " يعني ملك الموت " .

الصفحة 335