كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 336 """"""
وأما نيسابور وما اختصت به
فحكي عن عمرو بن الليث الصفار أنه كان يقول : كيف لا أقاتل عن بلدة حشيشها الريباس ، وترابها النقل ، وحجرها الفيروزج . أراد بقوله : ترابها النقل طين الأكل الذي لا يوجد مثله في الأرض ، ويحمل منها إلى أقاصي البلاد وأدانيها ، ويتحف به الملوك . قالوا : وربما بيع الرطل منه بدينار . قال المأمون يصفه :
جد لي من النقل ، فذاك الذي . . . منه خلقنا وإليه نصير .
ذاك الذي يحسب في مثله . . . أحجار كافور عليها عبير .
قالوا : والفيروزج لا يكون إلا في نيسابور ، وربما بلغت قيمة الفص منه - الذي إذا أربى وزنه على مثقال ، وجمع الخضرة والاستدارة ، وصبر على النار ، وامتنع على المبرد ، ولم يتغير بالماء الحار - مائتي دينار .
ويقال إن له خاصية في تقوية القلب بالنظر إليه ، كما أن للياقوت خاصية في مسرة النفس . ولما دخلها إسماعيل بن أحمد الساماني ، ملك ما وراء النهر وخراسان ، استحسنها واستطابها ، وقال : يا لها من بلدة جليلة ، لو لم يكن لها عيبان كان ينبغي أن تكون مياهها التي في باطن الأرض على ظاهرها ، وأن تكون مسالحها التي على ظهرها في بطنها .