كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 338 """"""
وأما بست وما اختصت به
فيقال : إن هواءها كهواء العراق ، وماءها كماء الفرات ؛ ومن خصائصها الإجاص الذي لا يوجد مثله في غيرها . ويقال : إن من مات ببست مغفوراً له فقد انتقل من جنة إلى جنة .
وأما غزنة وما اختصت به
فهي موصوفة بصحة الهواء ، وجودة التربة ، وعذوبة الماء ، وهي جبلية شمالية ؛ ومن خصائصها أن الأعمار بها طويلة ، والأمراض قليلة . قالوا : وهي أرض تنبت الذهب ، ولا تولد الحيات والعقارب والحشرات المؤذية . ومنها خرج الأجلاء الأنجاد من الرجال .
وقال أبو سعيد منصور زعيم جرجان : لم أر بلدة في الصيف أطيب ، وفي الربيع أشبه ، ومن الحشرات أنظف من غزنة . ثم قال : إن قلة ثمارها من منافعها ، لأن كثرة الثمار مقترنةٌ بكثرة الأمراض . وقد وصفها صاحب كتاب لطائف المعارف فقال :
واهاً لغزنة إذ غدت . . . للملك والإسلام داَراَ .
من كعبةٍ قد أصبحت . . . للمجد والعليا مداَراَ .
في صدرها الملك الذي . . . قطب السعود عليه داَراَ
وقال أيضا فيها :
يا دار ملك نرى كل الجمال بها . . . وأسعد الدهر تبدو من جوانبها .
كأنما جنة الفردوس قد نزلت . . . بأرض غزنة تعجيلاً لصاحبها .
وأما سجستان وما اختصت به
فيقال فيها : ماؤها وشل ، وثمرها دقل ، ولصها بطل .

الصفحة 338