كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 34 """"""
وقد جاء في تفسير قوله تعالى " والشمس تجري لمستقرٍّ لها " أي إلى موضع قرارها ، لأنها تجري إلى أبعد منازلها في الغروب ، ثم ترجع ؛ ومن قرأ لا مستقر لها أي هي دائبة السير ليلاً ونهاراً . وهي قراءة شاذة .
وقد قال الله تعالى " وسخر لكم الشمس والقمر دائبين " وروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : إنها تجري لمستقر لها تحت العرش ، فتخرّ ساجدة ؛ فلا تزال كذلك حتى يؤذن لها في الطلوع . ويوشك أن يقال لها : ارجعي من حيث جئت ؛ وذلك طلوعها من مغربها .
وذهب وهب بن منبِّه إلى أن الشمس على عجلة لها ثلثمائة وستون عروة ، وقد تعلق بكل عروة ملكٌ ؛ يجرونها في السماء ودونها البحر المسجور في موج مكفوف كأنه جبل ممدود في الهواء ، ولو بدت الشمس من ذلك البحر لأحرقت ما على وجه الأرض من شيء حتى الجبال والصخور . وروي عن كعب أنه قال : خلق الله القمر من نور وخلق الشمس من نار .
وقال تعالى " ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً " . والسراج لا يكون إلا من نار ؛ وهما مضيآن لأهل السماوات ؛ كما يضيآن لأهل الأرض .
وقد تقدم الدليل على ذلك .
3 - ذكر ما يتمثل به مما فيه ذكر الشمس
يقال : أشهر من الشمس . أحسن من الشمس . أدل على الصبح من الشمس .