كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 341 """"""
ولتبت من بلاد الترك خاصيةً : أنه من أقام بها اعتراه سرور لا يدري ما سببه ، ولا يزال متبسماً ضاحكاً ؛ وأن الميت إذا مات فيها لا يدخل على أهله كبير حزن كما يلحق غيرهم عند موت محبوب .
وأما خوارزم وما اختصت به
فأنها تقارب بلاد الترك ، بل تنافسها في الخصائص والمتاجر .
ومن خصائصها البطيخ الذي يقال له النارنج يقال إنه أحلى البطاطيخ وأطيبها .
وكان يحمل منها إلى المأمون وإلى الواثق في قوالب الرصاص . معبأة في الثلج . فكانت تقوم الواحدة منه - إذا سلمت ووصلت - بسبعمائة درهم . والله أعلم .
ذكر الخصائص التي تجري مجرى الطلسمات
منها : مدينة خبيص من مدن كرمان . لا يمطر المطر فيها داخل السور أبداً حتى إن الرجل يخرج يده من سورها إلى خارجها ، فتبتل يده ولا يبتل ساعده .
وبقرية من قرى كرمان أيضاً حصن عادي ليس فيه فأر . وإذا دخل إليه فأر ، مات .
ومدينة حمص لا يوجد فيها عقرب . وإذا نثر ترابها على ظهر عقرب ، ماتت .
وكذلك قلعة أعزاز من أعمال حلب . ويقال إنه لا يدخل مدينتها حية . ومتى نثر عليها من ترابها ، ماتت لوقتها . ولا يوجد فيها بعوض البتة . وإن الرجل متى أخرج يده من السور ، وقع عليها ؛ فإذا أدخل يده ، طار عنها .
وبمصر أن التماسيح إذا ساقها الماء إليها وحاذتها ، انقلبت على ظهرها . فإذا بعدت عنها ، لا تضر أحدا . بخلاف ما هي في بلاد الصعيد ، فإنها تفترس جميع ما تظفر به من الحيوان حتى الخيل . ولا يقوى على قتالها إلا الجاموس .
ومدينة سجلماسة لا يوجد فيها ذباب البتة

الصفحة 341