كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 350 """"""
قال سلام : فكتبت هذه الصفات كلها ، ثم انصرفنا مع الأدلاء من تلك الحصون فأخذوا بنا على ناحية خراسان . فسرنا إلى مدينة بختان ، إلى غريان ، إلى مدينة برساخان ، إلى انطرار ، إلى سمرقند ، فوصلنا إلى عبد الله بن طاهر ، ثم وصلنا إلى الري ، ثم رجعنا إلى سر من رأى بعد خروجنا عنها . فكان مغيبنا في سفرنا ثمانية وعشرين شهرا .
قال : فهذا جميع ما حدث به سلام .
وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي في تفسيره : إن ارتفاع السد مائة ذراع وخمسون ذراعا . قال : وروي في طوله ما بين طرفي الجبلين مائة فرسخ ، وفي عرضه خمسون ذراعا . نقله عن وهب بن وهب بن منبه .
وسنذكر إن شاء الله تعالى في أخبار السد وكيفية بنائه وطوله وعرضه ، وغير ذلك مما هو متعلق به عند ذكرنا لأخبار ذي القرنين فتأمله هناك ، وهو في الباب الأول من القسم الرابع من الفن الخامس في التاريخ ، وهو في السفر الثاني عشر من هذه النسخة من كتابنا هذا .
ذكر مباني الفرس المشهورة
ومباني الفرس كثيرة : قديمة وحديثة .
فمن قديمها سد اللبن . بناه قباذ بن فيروز ، وقيل إن الذي بناه ابنه كسرى ابن قباذ فيروز . كذا ورد في التاريخ .
وهذا السد من أرض شروان إلى بلاد اللان ، وبينهما مائة فرسخ ، بين شعاب جبل القبق . وهو جبل عظيم قد اشتمل على اثنتين وسبعين أمة ، لكل أمة لسان وملك ، لا يعرف بعضهم بعضا لكثرة غياضه وأشجاره ؛ وفيه عيون وأنهار ؛ وتقدير مسافة طولا وعرضا نحو شهرين .