كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 352 """"""
وحكي مثل هذه القصة أنها وقعت ليحيى بن خالد مع الرشيد ، وهو إذ ذاك في اعتقاله . وكان الرشيد بلغه أن تحته كنزا فأراد هدمه واستشار يحيى فاشار عليه بمثل هذا .
ومن عجيب ما يحكى من تقلب الأحوال أن بعض شرفاته هدمت وجعلت في أساس سور بغداد .
وقال ابن الأثير في تاريخه إن الإيوان باق إلى الآن . " وكان يوم ذاك في سنة خمس وعشرين وستمائة " ، والله أعلم .
ومن المباني القديمة الحضر
وكان حصناً حصيناً مبنياً بالرخام ، يسكنه ملوك الضيازن . وهو بين دجلة والفرات ، بحيال تكريت . ويقال إن بانيه الساطرون . وذكر أن قصر ملكه قائم إلى وقتنا هذا في وسط المدينة ، وفي وسطه هيكل مربع مبني بالصخر ، وفيه صور دقيقة المعاني .
حكي أن سابور الجنود حاصره أربع سنين فلم يقدر عليه . واتفق أن بنت ملكه وهي النضرة بنت الضيزن حاضت ، فأخرجت من القصر إلى ربضة لأجل ذلك فرأت سابور ، وكان جميل الصورة ، فعشقته . فأرسلت إليه تقول : إن ملكتك الحصن فما تجعل لي ؟ قال : حكمتك . قالت : تتزوج بي . فأجابها إلى ذلك ، فقالت له : خذ حمامه ورقاء مطوقة ، فأخضب رجليها بدم حيض جارية بكر زرقاء ، وأرسلها . فإنها تقع على سور البلد فيقع لوقته . وكان ذلك حل طلسم له . ففعل ذلك ، فوقع السور ودخل سابور الحصن وقتل ملكه وأصحابه واصطفى ابنته لنفسه فلما كانت ليلة دخولها عليه ، لم تزل متململة قلق طول ليلتها ، فالتمس سابور ما الذي قلقت من