كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 353 """"""
أجله ، فإذا ورقة أس قد لصقت بعكنة من عكنها ، فقال لها ما كان أبوك يغدوكِ ؟ فقالت : الزبد والمخ وشهد أبكار النحل والخمر ، فقال لها : أنا أحق منك بثار أبيك ، ثم أمر رجلا أن يركب فرسا جموحا وأن يربط غدائرها في ذنبه ويركض به ففعل ذلك ، فتقطعت .
وهذا الحصن قد اختلف في موضعه . فقيل : بحيال تكريت بين دجلة والفرات . وقيل : بالجزيرة . ويقال إنه كان حاجزا بين الروم والفرس ، وملكته الزباء بنت مليح واسمه فارعة .
وفيه يقول عدي بن زيد العبادي من قصيدة :
وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجل . . . ة تجبي إله والخابور .
شاده مرمراً وكلله كل . . . سا فللطير في ذراه وكُورُ .
لم يهبه ريب المنون فباد الم . . . لك عنه فبابه مهجورُ .
ومن المباني القديمة القليس
وهي كنيسة كانت باليمن بناها أبرهة بن الصباح ، ملك اليمن بصنعاء . ونقل إليها الرخام المجزع والملون ، والحجارة المنقوشة بالذهب من قصر بلقيس . وكان أراد أن يرفع بناءها حتى يشرف منها على بحر عدن ، فلما أهلكه الله تعالى وفرق ملكه ، أقفر ما حول هذه الكنيسة ، وكثرت حولها السباع والحشرات . وبقيت إلى زمن

الصفحة 353