كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 354 """"""
السفاح فذكر له أمرها ، فبعث إليها من خربها وأخذ ما كان فيها . حكى ذلك السهلي في الروض الأنف .
وحكى كيفية بناء هذه الكنيسة أنه كان لها باب من نحاس طوله عشرة أذرع وعرضه أربعة أذرع يدخل منه إلى بيت طوله ثمانون ذراعا وعرضه أربعون ذراعا ، مسقف بالساج المنقوش ، مسمر بمسامير الذهب والفضة . ثم يدخل من البيت إلى إيوان معقود طوله أربعون ذراعا ، عن يمينه ويساره عقود مزخرفة ثم يدخل من الإيوان إلى قبة ، ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا ، جدرها مموهة بالذهب والفضة . وفي صدر القبة منبر من الأبنوس المرصع بالعاج ، المصفح بالذهب والفضة . ولما تم بناؤها ، خرج رجل من بني كنانة فقعد فيها ليلا " أي أحدث " ، فأغضب أبرهة ذلك ، فحلف ليهدمن الكعبة ، فخرج بجيش كثيف من الحبشة ، فكان من أمره ما قصه الله تعالى في كتابه العزيز في سورة النمل : " ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم إنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لمن يعلمون " .
وذكر لي أن الذي خربها العباس بن الربيع بن عبد الله العامري ، عامل المنصور على اليمن .
ومن المباني المشهورة قنطرة صنجة
وهي من مباني الروم على نهر عظيم يسمى بهذا الاسم ، يصب في الفرات ، لا يمكن خوضه : لأن قراره رمل سائل متى وطئه الإنسان برجله سال . وهو ما بين حصن منصور وكيسوم من ديار بكر .
وهذه القنطرة طاق واحد ، ما بين جدرانها مائة خطوة . وهي مبنية بحجارة مهندمة ، طول الحجر منها عشرة أذرع في ارتفاع خمسة أذرع .

الصفحة 354