كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 355 """"""
ومن المباني القديمة ملعبا بعلبك
وهما كبير وصغير .
فالكبير ، يحكى أنه من بناء سليمان بن داود عليهما السلام . وهو مبنى على عمد شاهقه ، وحجارته منها ما هو عشرة أذرع وأكثر .
والملعب الصغير تهدم أكثره وبقي منه حائط طوله عشرون ذراعا وارتفاعه كذلك . ليس فيه إلا سبعة أحجار : واحد من أسفله ، وحجران فوقه ، وأربعة أحجار فوقهما ويقال إنه البيت الذي كان فيه الصنم الذي كان يدعى بعلا .
ذكر مباني العرب المشهورة
وهي غمدان ، وحصن تيما ، والخورنق ، والسدير ، والغريان .
قال الجاحظ : أحبت العرب أن تشارك الفرس في البناء وتنفرد بالشعر ، فبنوا : غمدان ، وكعبة نجران ، وحصن مارد ، والأبلق الفرد .
فأما غمدان
فكان بصنعاء . زعم بعض المؤرخين أن بانيه حام بن نوح . وزعم آخرون أن بيوراسب بناه على اسم الزهرة .
وقال ابن هشام إن الذي أسسه يعرب بن قحطان ، وأكمله بعده وائل بن حمير ابن سبأ بن يعرب . وخربه عثمان بن عفان ، رضي الله عنه .
وقيل في صفته إنه كان مربعا ، أحد أركانه مبنية بالرخام الأبيض ، والثاني بالرخام الأصفر ، والثالث بالرخام الأخضر ، والرابع بالرخام الأحمر . وفيه سبعة سقوف طباقا ، ما بين السقف والآخر خمسون ذراعا ، وعلى كل ركن تمثال أسد من نحاس إذا هبت الريح دخلت من دبره وخرجت من فيه ، فيسمع لها صوت كزئير الأسد .

الصفحة 355