كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 358 """"""
وقال عدي بن زيد العبادي :
وتفكر رب الخورنق إذ أشرف يوماً ، وللهدى تفكير .
سره ملكه وكثرة ما يحويه والبحر معرضا والسدير .
فارعوى قلبه ، فقال : فما غبطة حيً إلى الممات يصير ؟
وأما الغرِيان
فهما أسطوانتان كانتا بظاهر الكوفة .
بناهما النعمان بن المنذر بن ماء السماء ، على جاريتين كانتا قينتين تغنيان بين يديه . فماتتا ، فأمر بدفنهما وبنى عليهما الغريين . ويقال إن المنذر غزا الحارث بن أبي شمر الغساني ، وكان بينهما وقعة على عين أباغ ، وهي من أيام العرب المشهورة . فقتل للحارث ولدان ، وقتل المنذر وانهزمت جيوشه . فأخذ الحارث ولديه وجعلهما عدلين على بعير ، وجعل المنذر فوقهما ، وقال : " ما العلاوة بدون العدلين " فذهبت مثلا . ثم رحل إلى الحيرة فانتهبها وحرقها ودفن ابنيه بها ، وبنى الغريين عليهما . حكاه ابن الأثير في تاريخه الكامل .
وأمر المنصور بهدم أحدهما ، لكنز توهم أنه تحتهما . فلم يجد شيئا .
وقيل في سبب بنائهما غير ذلك . والله أعلم
ذكر الأبنية القديمة التي بالديار المصرية
وهي الأهرام ، وحائط العجوز ، وملعب أنصنا ، ومدينة عين شمس ، والبرابي ، وحنية اللازورد ، ومنارة الإسكندرية ، ورواق الإسكندرانيين .
فأما الأهرام
التي بأرض مصر فهي كثيرة . وأعظمها الهرمان اللذان بالجيزة غربي مصر . وقد اختلف في بانيهما .