كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 361 """"""
ونظم عمارة اليمني هذا القول ، فقال :
خليلي ، ما تحت السماء بنيةٌ . . . تماثل في إتقانها هرمي مصر
بناء يخاف الدهر منه ، وكل ما . . . على ظاهر الدنيا يخاف من الدهر
تنزه طرفي في بديع بنائها ، . . . ولم يتنزه في المراد بها فكري .
وقال بعض الشعراء :
حسرت عقول ذوي النهى الأهرام ، . . . واستصغرت لعظيمها الأعلام .
ملس منيفة البناء شواهقٌ ، . . . قصرت لعال دونهن سهام
لم أدر حين كبا التفكر دونها . . . واستبهمت لعجيبها الأوهام ،
أقبور أملاك الأعاجم هن ، أم . . . طلسم رملٍ هن ، أم أعلام ؟
وقال أبو الطيب المتنبي :
أين الذي الهرمان من بنيانه ؟ . . . ما قومه ؟ ما يومه ؟ ما المصرع ؟
تتخلف الآثار عن أصحابها . . . حيناً ، ويدركها الفناء فتتبع .
وقال أمية بن عبد العزيز الأندلسي :
بعيشك هل أبصرت أحسن منظراً . . . على طول ما عاينت من هرمي مصر ؟
أنافا بأعنان السماء وأشرفا . . . على الجو إشراف السماك أو النسر .
وقد وافيا نشزا من الأرض عالياً . . . كأنهما ثديان قاما على صدر .
وقال آخر :
انظر إلى الهرمين إذ برزا . . . للعين في علو وفي صعد