كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 362 """"""
وكأنما الأرض العريضة إذ . . . ظمئت لفرط الحر والومد .
حسرت عن الثديين بارزة . . . تدعو الإله لفرقة الولد .
فأجابها : لبيك يوسعها . . . ريا ويشفيها من الكمد .
وقال ابن الساعاتي :
ومن العجائب ، والعجائب جمة . . . دقت عن الإكثار والإسهاب .
هرمان قد هرم الزمان وأدبرت . . . أيامه ، وتزيد حسن شباب .
لله أي بنية أزليةٍ . . . تبغي السماء بأطول الأسباب ؟
ولربما وقفت وقوف تبلدٍ . . . أسفاً على الأيام والأحقاب .
كتمت عن الأسماع فصل خطابها . . . وغدت تشير به إلى الألباب .
وقال سيف الدين بن جبارة :
لله أي غريبة وعجيبة . . . في صنعة الأهرام للألباب ؟
أخفت عن الأسماع قصة أهلها ، . . . ونضت عن الإبداع كل نقاب .
فكأنما هي كالخيام مقامة . . . من غير ما عمد و لا أطناب .
ومن رسالة لضياء الدين بن الأثير الجزري في ذكر مصر ووصف الأهرام ، جاء منها : بلد أشهد بفضله على البلاد ، ووجدته هو المصر وما عداه فهو السواد . فما رآه راءٍ إلا ملأ عينه وصدره ، ولا وصفه واصف إلا علم أنه لم يقدره قدره . وبه عجائب من الآثار ، لا يضبطها العيان ولا الإخبار . فمن ذلك الهرمان ، اللذان هرم الدهر وهما