كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 364 """"""
مشترف له ، ويصعد قوم إلى رؤوس الأعمدة فيتعادون عليها ما بين ذاهب وآت . فمن زلت به قدمه منهم ، سقط إلى البركة .
وأما مدينة عين شمس
فهي من المباني التي درست .
وكانت مصر فرعون موسى ، ومنها خرج بجنوده في طلب موسى وبني إسرائيل ؛ وكانت عدتهم ستمائة ألف ، ليس فيهم ابن عشرين سنة ولا ابن ستين سنة . واستقل فرعون هذا العدد وقال كما أخبر الله تعالى عنه : " إن هؤلاء لشر ذمة قليلون " . وكان بها هيكل الشمس فخرب .
والفرس تزعم أن هرسيك بناها .
ويقال : إنه كان قد بقي منها عمودان من حجر صلد ، فلكات طول كل عمود منها أربعة وثمانون ذراعاً ، على رأس كل عمود صورة إنسان على دابة ، وعلى رأسهما شبه الصومعتين من نحاس . فإذا . كان " الليل " ، قطر من رأس كل واحد منهما ماء لا يتجاوز نصف العمود الذي هو مركب عليه . والموضع الذي يصل إليه الماء لا يزال أخضر رطبا .
وقد وقع العمودان بعد الخمسين وستمائة .
وأما البرابي
وهي بيوت حكمة القبط يقال أنه كان لكل كورة من كور مصر برباة ، يجلس فيها كاهن على كرسي من ذهب .
ومن أعجب البرابي وأعظمها " برباة إخميم " . وهي مبنية بحجر المرمر ، طول كل حجر خمسة أذرع في سمك ذراعين . وهي سبعة دهاليز ، سقوفها حجارة ، طول كل حجر منها ثمانية عشر ذراعا في عرض خمسة أذرع ، مدهونة باللازورد وسائر

الصفحة 364