كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 365 """"""
الأصباغ ، يخالها الناظر إليها كأنما فرغ الدهان منها . يقال أن كل دهليز منها على اسم كوكب من الكواكب السبعة . وجدران هذه الدهاليز منقوشة بصور مختلفة الهيئات والمقادير ، يقال أنها رموز على علوم القبط ، وهي : الكيمياء والسيمياء ، والطلمسات ، والطب . أودعوها هذه الصور .
ويقال أن ذا النون المصري العابد فك منها علم الكيمياء .
وأما حنية اللازورد
وهي بأرض منف . ومنف هذه هي التي تسمى مصر القديمة .
يقال إن عقد الحنية أحسن من عقد قنطرة صنجة التي تقدم ذكرها . والحنية معقودة مع حجارة مهندمة ، طول كل حجر منها أكثر من خمسة عشر ذراعا . وفيها نقوش وكتابة وطلمسات مموهة باللازورد . وهي من الشرق إلى الغرب ، وفي صدرها فضاء فيه بناء مرتفع ، عليه بلاطة من الصوان الأسود ، مكتوب فيها بالقلم البرباوي ثلاثون سطرا . يقال إنة قبر الذي بنى الحنية ، وأنه ديساره : ملك كان بمصر ، حكيم .
وللقبط عيد يسمى ديساره : وهو عيد هذا الملك ويسمى عيد العنب .
وأما منارة الإسكندرية
فهي مبنية بحجارة مهندمة مضببة بالرصاص ، على قنطار من زجاج ، والقنطار على ظهر سرطان من نحاس . وفيها نحو ثلاثمائة بيت بعضها فوق بعض ، تصعد الدابة بحملها إلى سائر البيوت من داخلها . وللبيوت طاقات ينظر منها إلى البحر .
وبين أهل التاريخ خلاف فيمن بناها