كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 367 """"""
ثم قال المسعودي : وطول المنارة في هذا الوقت " يعني الوقت الذي وضع فيه كتابه ، وهو سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة " مائتان وثلاثون ذراعا . وكان طولها قديما نحو من أربعمائة ذراع .
وهي في عصرنا هذا ثلاثة أشكال : فمنها تقدير الثلث مربع مبني بالحجارة ، ثم بعد ذلك بناه مثمن الشكل بالآجر والجص نحو ستين ذراعا ، وأعلاها مدور الشكل .
ويقال أن أحمد بن طولون بنى في أعلاها قبة من الخشب فهدمتها الرياح . فبنى في مكانها مسجدا في الدولة الظاهرية الركنية بيبرس صاحب مصر رحمه الله تعالى . ثم هدم في ذي الحجة اثنتين وسبعمائة بسبب الزلزلة الحادثة . ثم بنى في شهور سنة ثلاث وسبعمائة في دولة السلطان الملك الناصر ولد السلطان الملك المنصور ، ثبت الله دولته ، وكان المندوب لذلك الأمير ركن الدين بيبرس الدوادار المنصوري ، نائب السلطة الشريفة في الغيبة .
وقد وصف الشعراء منارة الإسكندرية .
فمن ذلك ما قاله الوجيه الدروي
وسامية الأرجاء تهدي أخا السرى . . . ضياءً ، إذا ما حندس الليل أظلما .
لبست لها بردا من الأنس ضافياً . . . فكان بتذكار الأحبة معلما .
وقد ضللتني من ذراها بقبة . . . ألا حظ فيها من صحابي أنجما .
فخيلت أن البحر تحت غمامة . . . وإن قد خيمت في كبد السما
وقال أبو الفتح الأغر بن قلاقس :
ومنزل جاوز الجوزاء مرتقيا . . . كأنما فيه للنسرين أوكارُ .