كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 368 """"""
راسى القرارة سامي الفرع في يده . . . للنور والنون أخبار وأخيارُ .
أطلقت فيه عنان القول فاطردت . . . خيل لها في بديع الشعر مضمارُ .
وأما رواق الإسكندرانيين
فهو ملعب كان بالإسكندرية . كانوا حكماء يجتمعون فيه فلا يرى أحد منهم شيئاً دون الآخر ، ووجه كل واحد منهم - وإن اختلفت جهاتهم - تلقاء وجه الآخر . وإن عمل أحد منهم شيئا أو تكلم ، سمعه الآخر . ونظر القريب والبعيد في سواه . وقد بقيت منه بقايا عمد تكسرت ، غير عمود منها يسمى عمود السواري في غاية الطول والغلظ من الحجر الصوان الأحمر
ذكر شيء من عجائب المباني
قال صاحب كتاب مباهج الفكر ومناهج العبر : ذكر بعض المصنفين لكتب العجائب ، إن الفرس تزعم أن أوشهنج بنى بأرض بابل سبع مدائن ، جعل في كل مدينة منها أعجوبة ليست في الأخرى فكان في الأولى - التي يكون فيها الملك - مثال أنهار الدنيا كلها . فإذا التوى عليه أحد من أهل مملكته بخراجهم ، خرج نهرا من تلك الأنهار الشبيه بنهر تلك الناحية فغرقوا . فإذا أدوا الخراج ، سد عليهم من عنده فانسد عنهم .
وفي الثانية حوض فإذا أراد الملك أن يجمع الناس لشراب ، أتى من أحب منهم بشراب له خاص فيصبه في الحوض . يفعل ذلك كل إنسان منهم ، فيختلط الجميع . ثم تقوم السقاة فتأخذ الأواني ويسقى كل واحد من شرابه الذي جاء به .
وفي الثالثة طبل . فإذا غاب من البلد أحد وأراد أهله أن يعلموا خبره ، أحي هو أو ميت ضربوا الطبل فإذا كان حيا صوت ، وإن كان ميتا لم يصوت .