كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 369 """"""
وفي الرابعة المرآة . فإذا غاب الرجل عن أهله وأرادوا أن يعلموا حاله ، نظروا في المرآة فرأوه في الحالة التي هو عليها .
وفي الخامسة إوزة نحاس . فإذا دخل المدينة غريب ، صفرت . فيعلمون أن غريباً دخلها .
وفي السادسة قاضيان جالسان على الماء . فيجيء المحق والمبطل ليجلسا معهما فيجلس المحق ، ويرسب المبطل .
وفي السابعة شجرة . لا تظل إلا ساقها . فإذا جلس تحتها واحد أظلته إلى ألف . فإن زاد على الألف واحد ، قعدوا كلهم في الشمس .
وكنت قد أنكرت هذه الحكاية وقصدت حذفها وإلغاءها والإضراب عنها ، فرأيت ابن الجوزي وضعها في كتابه الذي سماه سلوة الأحزان فأوردتها . وحكي أنه بمدينة قيسارية - لما كانت في أيدي الروم - كنيسة بها مرآة . إذا اتهم رجل إمرأته بزنا ، نظر في تلك المرآة ، فيرى وجه المتهم فيها . وأن بعض الناس اتهم فرأوه فيها فقتله الملك ، فجاء أهله إلى المرآة حمية فكسروها .
وحكى الواقدي في فتوح السند : أن عبد الله العبدي عامل معاوية على السند غزا بلد القيقان ، فأصاب منهم غنائم كثيرة ، وأن ملك القيقان بعث إليه يطلب منه الفداء وحمل إليه هدايا كان فيها قطعة من مرآة ، يذكر أهل العلم أن الله تعالى أنزلها على آدم عليه السلام ، لما كثر ولده وانتشروا في الأرض ، فكان ينظر فيها فيرى من بعد منهم على الحالة التي هو عليها من خير أو شر ، فحملها عبد الله إلى معاوية