كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 370 """"""
فبقيت في ذخائر بني أمية إلى أن انتقل الملك عنهم إلى بني العباس ، فضاعت فيما فقد من الذخائر .
وقيل : إن بنهاوند حجر يسمى الكيلان ، بالقرب منه صخرة من أراد أن يعترف حال غائب أو أبق أو سارق ، أتى إلى تلك الصخرة فنام تحتها فيرى في النوم حال ما تعرف به على ما هو عليه . وعجائب المباني كثيرة ، سنذكر إن شاء الله تعالى منها جملة في أخبار ملوك مصر الذين كانوا قبل الطوفان وبعده فتأمله هناك تجده .
الباب الرابع من القسم الخامس من الفن الأول " فيما وصفت به المعاقل والحصون "
وهذا الباب قد ترجمت عليه في الفن الثاني الذي يلي هذا الفن فيما يحتاج إليه الملك . وإنما ضممته إلى هذا الفن لمناسبته له وشبهه به ، واستثنيته من الفن الثاني واقتصرت فيه على مجرد الترجمة . وبالله التوفيق .
وقد أوسع الفضلاء والأدباء والكتاب والبلغاء القول في هذا المعنى وتواردوا فيه ، فاقتصرنا على ما نورده من ذلك ، وهو قليل من كثير .
فمن ذلك ما قاله بعض الأندلسيين يصف قلعة فتحت من غير حصار : " وهذه القلعة التي انتهينا إلى قرارها ، واستولينا على أقطارها ، أرحب المدن أمدا للعيون ، وأخصبها بلدا إذا أمحلت السنون ؛ فروعها فوق الثريا شامخة ، وعروقها تحت الثرى راسخة ؛ تباهى بأزهارها نجوم السماء ، وتناجى بأسرارها أذن الجوزاء ؛ وكانت في الزمن الغابر ، عتت على عظيم القياصر ؛ فنازلها بأكثر من النجوم

الصفحة 370