كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 371 """"""
عددا ، وطاولها بأوفى من البحر مددا ؛ فأبت على طاعته كل الإباء ، واستعصت على مقارعته أشد استعصاء ، ومردت مرود مارد على الزباء ؛ فأمكننا الله من ذروتها ؛ وأنزل ركابها لنا عن صهوتها " وقال لقاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني رحمه الله يصف آمد من رسالة جاء منها : " وآمد ذكرها بين العالم متعالم ، وطالما صادم جانبها من تقادم ، فرجع عنها مقدوعة آنفة وإن كان فحلا ، وفر عنها فريدا بهمة وإن استصحب خيلا ورجلا ؛ ورأى حجرها فقدر أنه لا يفك له حجر ، وسوادها فظن أنه لا ينسخه فجر ، وحمية أنف أنفتها فاعتقد أنه لا يستجيب لزجر ؛ من ملوك كلهم قد طوى صدره على الغليل إلى موردها ، ووقف وقفة المحب السائل فلم يُفز بما أمل من سؤال معهدها " .
وقال من أخرى يصفها : " وهي العقيلة التي صدر الصدور الأول محلا عن وردها ، والطريدة التي حصل منها على راحة يأسه وتعب طردها ؛ والمحجبة التي كشف ستورها ، ودار لعصمتها كسوار معصمها سورها ، وغلت على أنها السوداء على خطابها لأن المهج مهورها ؛ ولربما نأى بجانبه الإعراض ، ونبا جوهرها عن الأعراض ، وطاشت دون أوصافها سهام الأغراض ؛ ودرجت الملوك على حسرتها فلم تحسر لها لثاما ، وما استطاعت لثغرها ثلما ولا له التثاما " .
وقال من أخرى يصف قلعة نجم ، وهي من عيون الرسائل ، جاء منها :

الصفحة 371