كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 372 """"""
" هي نجم في سحاب وعقاب في عقاب ؛ وهامة لها الغمامة عمامة ، وأنملت إذا خضبها الأصيل كان الهلال لها قلامة ؛ عاقدة حبوةً صالحها الدهر أن لا يحلها بقرعة بادية عصمة صافحها الزمن على أن لا يروعها بخلعة ؛ فاكتنفت بها عقارب منجنيقات لم تطبع طبع حمص في العقارب ، وضربتها بحجارة أظهرت فيها العداوة المعلومة في الأقارب ؛ فلم يكن غير ثلاثة إلا وقد أثرت فيها الحجارة جدريا بضربها ، ولم يصل إلى السابعة إلا والبحر مؤذن بنقبها ؛ فاتسع الخرق على الراقع ، وسقط سعده عن الطالع ، إلى مولد من هو إليها طالع ؛ وفتحت الأبراج فكانت أبوابا ، وسيرت الجبال فكانت سرابا " .
وقال من أخرى في فتح بيت المقدس جاء منها : " زاول المدينة من جانب فإذا هو أودية عميقة . ولجج وعرٍ غريقة ؛ وسور قد انعطف عطف السوار ، وأبرجه قد نزلت مكان الواسطة من عقر الدار ؛ وقدم المنجنيقات التي تتولى عقاب الحصون عصيها وحبالها ، وأوتر لهم قسيها التي تضرب ولا تفارق سهامها نصالها ؛ فصافحت السور فإذا سهامها في ثنايا شرفاتها سواك ، وقدم النصر بشرى من المنجنيق تخلد إخلاده إلى الأرض وتعلو علوة إلى السماك ؛ فشج مرابع أبراجها ، وأسمع صوت عجيبها ، ورفع مثار عجاجها ؛ وأسفر النقاب عن الخراب النقاب ، وأعاد الحجر إلى خلقته الأولى من التراب ؛ ومضع سرد حجارته بأنياب مغولة ، وأظهر من صناعته الكثيفة ما يدل على لطافة أنمله وأسمع الصخرة الشريفة أنينه إلى أن كانت ترق لمقتله " .

الصفحة 372