كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 373 """"""
وقال أيضا من أخرى : " فنصبنا عليها المنجنيقات تمطر سماءها نبل الوبال وتملأ أرضها بالنكاية والنكال ، وتهد بساريات حجارته راسيات الجبال ؛ وتنزل نوازل الأسواء بالأسوار ، وتوسع مجال الدوائر في الديار ، وتخطف بخطافاتها أعمار الأغمار ؛ وتطير حمامها بكتب الحمام وتديم إغراء سهامها في أهلها بتوفير سهام الإرغام ؛ وكشف النقابون نقاب السور المحجوج المحجوب ؛ فتهدم بنيانه ، وتداعت أركانه ، بتظاهر المنجنيقات عليها والنقوب " .
ووصف القاضي الفاضل المنجنيق من رسالة فقال : " فسلمت كأنها بنان ، ونضنضت كأنها لسان ، وأطت كأنها مرنان ، واهتزت كأنها جان ، وتقومت كأنها سنان ، وانعطفت كأنها عنان ، وأقدمت كأنها شجاع وأحجمت كأنها جبان . ورمت رؤوسهم الموقرة من أحجارها بأمثال الرؤوس المحلقة ، فأعادتهم إلى الخلقة الأولى مخلقة وغير مخلقة " ووصف النامي المنجنيق فقال :
وحسن زيادة غدوة السبت نافثاً . . . سماما أراك ابن الأراقم أرقما .
نصبت له في الأرض بيت حديقة . . . تمد لها في الجو كفا ومعصما .
لها أخوات للمنايا كوامن . . . وإن لم يكن ما أضمرته مُكتما .

الصفحة 373