كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 375 """"""
إذا ما سرى برق بدت من خلاله . . . كما لاحت العذراء من خلل الحجبِ .
سموت لها بالرأي يشرق في الدجى . . . ويقطع في الجلى ، ويصدع في الهضبِ .
فأبرزتها مهتوكة الجيب بالقنا . . . وغادرتها ملصوقة الخد بالتربِ
وقالا أيضا في قلعة :
وقلعة عانق العيوق سافلها ، . . . وجار منطقة الجوزا أعاليها .
لا تعرف القطر ، إذ كان الغمام لها . . . أرضا توطأ قطريه مواشيها .
إذا الغمامة لاحت ، خاص ساكنها . . . حياضها قبل أن تهمي عزاليها .
يعد من أنجم الأفلاك مرقبها ، . . . لو أنه كان يجري في مجاريها .
على ذرى شامخ وعرٍ : قد امتلأت . . . كبراً به ، وهو مملوء بها تيها .
له عقاب : غقاب الجو حائمةٌ . . . من دونها ، فهي تخفي في خوافيها .
وقال أبو بكر الخوارزمي :
وبكر تحامتها البعول مخاقةً ، . . . فقد تركت من كثرة المهر أيمِّا . ممنعة لم يغلط الدهر باسمها ، . . . ولم يرها في النوم إلا توهما .
تزل عقاب الجو عن شرفاتها . . . وتبغي إليها الريح مرقي وسلما
ويسمع في الأفلاك صيحة ديكها . . . فتحسب ديك العرش صاح ترنُّما .
عجوز ، ترى في صحة الجسم كاعباً . . . ولو أرخت ، كانت من الدهر أقدما
تواري أساسا بالتخوم مؤزرَّا ، . . . وتبرز رأسا بالنجوم معمما .
تنازعها الأرض السماء وتدَّعي . . . لديها بها حقا لها متهضما .
وتحسبها زهر الكواكب كوكبا . . . هوى خلف شيطان رجيم ، فخيما

الصفحة 375